في إطار استعداداتها لموسم التخييم المقبل، أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، اليوم الجمعة، عن تفاصيل برنامج التخييم الوطني لموسم 2025، وذلك خلال حدث نظم بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية في الرباط.
وأوضحت الوزارة في عرضها أن البرنامج سيشمل مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي ستمتد على مدار العام، حيث سيتم تنظيم المخيمات عبر ثماني مراحل. وتشمل هذه المراحل “لقاءات تقوية القدرات، جامعات الشباب، مخيمات القرب، التدريبات التكوينية، المخيمات القارة، ملتقيات اليافعين، التجوال الكشفي، والمخيمات الموضوعاتية الجهوية” بالإضافة إلى “الاصطياف التربوي”.
وفي هذا السياق، أشاد محمد كليوين، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، بالمبادرات التي قدمتها الوزارة، خاصةً تلك التي تهتم بتمكين المرأة في المخيمات. وأضاف كليوين أن النسيج الجمعوي يعبر عن تقديره الكبير للمتطوعين وأطر المخيمات الذين يقدمون أداء متميزًا رغم التحديات والضغوط الزمنية.
وفقًا للعرض المقدم، ستتوزع الأنشطة عبر فصول السنة، حيث سيتم تنظيم المخيمات خلال فترتي ربيع وصيف 2025، وستستفيد الأنشطة التكوينية والتدريبية من فترة العطل البينية، بينما ستخصص شهري شتنبر وأكتوبر لإقامة “جامعات الشباب” و”لقاءات تقوية القدرات”. ووفقًا للوزارة، يُتوقع أن يستفيد ما يقارب 197 ألف شخص من هذه الفعاليات.
وفي خطوة جديدة لتحسين البرنامج، أشار العرض إلى أن الوزارة ستعزز اهتمامها بالفئات الاجتماعية التي كانت مهمشة سابقًا، مثل الأشخاص في وضعية إعاقة، الأطفال من المناطق النائية والقروية، وأبناء المهاجرين. كما سيحظى “المخيمات القارة” بتوسيع شبكتها لتشمل مخيمي تاغازوت شمالًا وجنوبًا في جهة سوس ماسة.
من جهته، أكد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن هناك اهتمامًا خاصًا بتحسين الجوانب اللوجستية للمخيمات كل عام، وهو ما سيساعد في استيعاب عدد أكبر من الأطفال. وأشار إلى أن المخيمات الفلاحية التي تم تنظيمها العام الماضي كانت خطوة نوعية في الانفتاح على الأوساط القروية، مؤكدًا أن هذا البرنامج سيشهد تقوية لبرامجه في المستقبل.
وأضاف بنسعيد أن تفكير الوزارة يتجه نحو جعل التخييم نشاطًا مستدامًا طوال العام، وليس مقتصرًا على فترة الصيف فقط. وفي هذا السياق، دعا الوزير إلى عقد “مناظرة لتقييم البرنامج” من أجل تحسينه وتعميق استفادة أكبر عدد من الأطفال المغاربة، مع التأكيد على ضرورة شمول الفئات المختلفة، بما في ذلك المتقاعدين والأشخاص فوق 30 عامًا، في برامج التخييم المستقبلية.
هذا البرنامج يعكس التزام الحكومة المغربية بتطوير قطاع الشباب وتحقيق استفادة أوسع من أنشطة التخييم، التي تُعتبر حجر الزاوية في دعم التعليم غير الرسمي وبناء المهارات الحياتية.