الوزير محمد سعد برادة.
في تصريح يعكس عمق التحديات التي يعيشها قطاع التعليم بالمغرب، أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن أزمة التعليم في البلاد ليست وليدة اليوم، بل تمتد لأكثر من ثلاثين سنة. وشدد على أن جذور هذه الأزمة عميقة وتتطلب إصلاحات شاملة وجذرية، بعيداً عن الحلول الترقيعية التي أثبتت محدوديتها.
وأوضح برادة، في حديث خص به الصحافة الوطنية، أن قطاع التعليم بالمغرب شهد منذ تسعينات القرن الماضي العديد من المبادرات الإصلاحية، إلا أنها لم تنجح في تجاوز الإشكالات البنيوية التي يعاني منها النظام التعليمي، مثل ضعف البنية التحتية، وتدني مستوى التحصيل الدراسي، وغياب رؤية استراتيجية موحدة قادرة على إرساء مدرسة عمومية ذات جودة وإنصاف.
وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى مشروع “مدارس الريادة” الذي أطلقته الوزارة مؤخراً، واصفاً إياه بأنه خطوة واعدة يمكن أن تعيد الثقة في المدرسة العمومية المغربية. واعتبر أن هذا النموذج الجديد داخل قطاع التعليم بالمغرب يرتكز على معايير الكفاءة، وتكوين الأساتذة، وتوظيف التكنولوجيات الحديثة في العملية التعليمية، ما قد يسهم فعلاً في تجاوز إخفاقات الماضي.
وأوضح برادة أن “مدارس الريادة”، التي تستهدف التعليم الابتدائي في مرحلة أولى، توفر بيئة تعليمية جديدة من شأنها أن تحسن نتائج التلاميذ وتقلص الفوارق المجالية والاجتماعية، مؤكداً على ضرورة تتبع هذه المدارس بتقييمات منتظمة، والعمل على تعميمها تدريجياً على باقي الأسلاك الدراسية، بما يعزز من جودة قطاع التعليم بالمغرب بشكل عام.
وختم الوزير تصريحه بالتأكيد على أهمية انخراط كل مكونات المجتمع—من أسر ومجتمع مدني ومؤسسات منتخبة—في دعم هذا الورش الإصلاحي، مشدداً على أن مستقبل البلاد مرتبط بقدرة قطاع التعليم بالمغرب على النهوض وتحقيق العدالة والجودة في فرص التعلم، مضيفاً: “رهان التعليم هو رهان المستقبل، ولا مجال فيه للتأجيل أو التهاون”.