احتفاءً بمرور 20 سنة على انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، شهد إقليم تطوان تنظيم لقاء تواصلي تحت شعار “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”، جرى خلاله تسليط الضوء على حصيلة إنجازات هذه الورش الملكي الرائد منذ انطلاقته سنة 2005.
وكشفت معطيات رسمية مقدمة خلال اللقاء أن إقليم تطوان شهد إنجاز 1116 مشروعاً في إطار المبادرة، بغلاف مالي إجمالي يفوق 1.03 مليار درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بما يفوق 625 مليون درهم.
وقد استفاد من هذه المشاريع، التي شملت قطاعات متعددة كالتربية والتعليم، الصحة، البنيات التحتية، الإدماج الاجتماعي والاقتصادي، ودعم الفئات الهشة، أزيد من 590 ألف مستفيد ومستفيدة.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز عامل إقليم تطوان، عبد الرزاق المنصوري، أن هذا الاحتفال يشكل محطة لتثمين حصيلة المبادرة بالإقليم من حيث الكم والكيف، مشيراً إلى أن الإنجازات لم تقتصر فقط على الأرقام، بل شملت أيضاً ترسيخ مقومات الحكامة المحلية وتعزيز المقاربة التشاركية، من خلال تطوير شراكات فعالة، والاستهداف المجالي والقطاعي، وظهور نخب جمعوية جديدة أثبتت كفاءتها في تسيير المشاريع وتحقيق أهدافها.
وأكد المنصوري أن هذه الدينامية تُجسّد قيم الديمقراطية التشاركية والاستدامة والعدالة المجالية، موجهاً تحية تقدير لكل الفاعلين المحليين والإقليميين الذين أسهموا في نجاح برامج المبادرة.
من جهته، قدّم رئيس قسم العمل الاجتماعي بإقليم تطوان، محسين بريغت، عرضاً مفصلاً حول حصيلة المبادرة، موضحاً أن المرحلتين الأولى والثانية (2005-2018) شهدتا إنجاز 522 مشروعاً وعملية بكلفة إجمالية بلغت 788 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 405 ملايين درهم، واستفاد منها نحو 170 ألف شخص.
أما المرحلة الثالثة (2019-2024)، فقد سجلت إنجاز 594 مشروعاً بتكلفة فاقت 245 مليون درهم، بنسبة إنجاز بلغت 99%، والتزام مالي بلغ 100%.
- تدارك الخصاص في البنيات التحتية والخدمات الأساسية: 41 مشروعاً بـ 24.5 مليون درهم
- دعم الأشخاص في وضعية هشاشة: 72 مشروعاً بـ 57.67 مليون درهم
- تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب: 392 مشروعاً بـ 72.8 مليون درهم
- دعم الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة: 89 مشروعاً بـ 90.37 مليون درهم
احتفاء بالمستفيدين واستعراض النماذج الناجحة
وعرف الحفل، الذي حضره عدد من الشخصيات من ضمنهم رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري، ورئيس المجلس الإقليمي، وأعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى رؤساء المصالح اللاممركزة ومنتخبين وفعاليات من المجتمع المدني، تقديم شريط وثائقي يستعرض أبرز المشاريع المنجزة على صعيد الإقليم، إلى جانب شهادات مؤثرة لمستفيدين من المشاريع التي غيّرت حياتهم نحو الأفضل.
ويأتي هذا اللقاء تأكيداً على أهمية الاستمرار في دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كرافعة تنموية كبرى تهدف إلى تقليص الفوارق، تمكين الفئات الهشة، والنهوض بالرأسمال البشري في مختلف ربوع المملكة.