تطوان44; نزار القريشي
إن رغبة الصين الحثيثة لتجاوز الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الصراع الحتمي الذي تجذر، بمحاولة الطرفين المتصارعين لتصدر القرن الواحد و العشرين، يؤكد أن الولايات المتحدة لن تسمح للجيش الصيني بتحقيق هدفه، وهو ما تجلى بعد أن قام البنتاغون مؤخرا باستعدادات مفاجئة وشاملة،حيث شملت هذه الاستعدادات تجهيز مطارات للحرب ضد الصين، بعدة جزر أمريكية بالبحر الهادئ و الهندي، تضاف للقواعد الأمريكية بكل من اليابان و كوريا الجنوبية و الفلبين، وهي ضمن القواعد العسكرية الأمريكية الأكثر فتكا لمواجهة الصين ببحرها الجنوبي، وهو ما يشتت معه تركيز الجيش الصيني بعد هذا الانتشار العسكري الأمريكي في جواره، وهو أيضا ما ستدعمه باريس ولندن رغم خذلان “دونالد ترامب” لأوروبا، لأن المجموعة الأوروبية تعلم علم اليقين، أن قوة أوروبا تضمنها استمرارية الزعامة الأمريكية للعالم، وهو ما يتم التأكيد عليه من خلال توحيد الجهود داخل حلف شمال الأطلسي، بعد رفع الدول الأوروبية من مستوى مساهمتها في ميزانية الحلف حسب رغبة الرئيس الأمريكي، و هو في مجمله توحيد للجهود ينطلق من إدارة اللجنة الثلاثية و مؤتمر بيلدربيرغ و الفاتيكان والدول السبع الكبرى و دول الخمس أعين وفق توجيهات جماعة المتنورين وتجمع البنائين الأحرار حول العالم.
إلى ذلك، إن فرنسا التي تريد استعادة مجدها السابق، ستدعم أمريكا في أي مواجهة محتملة ضد الصين، عبر العلاقة المتقدمة التي تجمع بينها و بين الهند، إذ يبدو بعد التعبئة و التحشيد الأخير الذي أقدم عليه البنتاغون، أن الجيش الصيني أصبح مشتتا على الخريطة العسكرية في حال قيام حرب بينه و بين الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من شرق أسيا عبر اليابان و الفلبين و كوريا الجنوبية، و من الجزر الأمريكية بالبحر الهادئ و الهندي، و أخريات ضمن محيط بحر الصين الجنوبي، و من الخاصرة الجنوبية الغربية للصين عبر الجيش الهندي، لأن نيودلهي عازمة على استغلال الفرصة مع أي مواجهة بين أمريكا و الصين لاستعادة الأراضي الهندية الحدودية التي تحتلها الصين و المتنازع عليها تاريخيا بين البلدين، وذلك لن يتأتى للهند إلا عبر مقرارات نتائج الحرب الأمريكية ضد الصين، وهو ما يتأكد معه للجيش الهندي ضرورة دعم البنتاغون في مواجهته للجيش الصيني .
و في السياق ذاته، هذا ما يرى من خلاله البنتاغون تأهيلا لدول التجمع الأنجلوساكسوني و أوروبا الغربية زائد الهند و اليابان، للاستمرار في قيادة العالم عبر هذا الحلف الجديد الذي سيبرز و مجريات الحرب الأمريكية-الصينية المحتملة، وذلك بموازاة تجاوز الجيش الأمريكي لنظيره الصيني، بعدما تأكد دق طبول الحرب بينهما ، و استمرار استفزاز بجين المتكرر لحكومة تايبي وجيشها ، و هو ما استدعى البنتاغون على وجه السرعة وبشكل مفاجئ مؤخرا، لإعادة تجهيز الجزر الأمريكية بالمنطقة، وكذلك القواعد العسكرية الأمريكية بالدول الحليفة؛ مما يجعل الجيش الأمريكي عبر خطط ” دي أي إيه”، مؤهلا لمفاجئة الصين من خلال استعماله لأسلحة سرية ، غير معلنة سلفا ضمن برامج الحواسب الآلية لوزارة الدفاع الأمريكية، وذلك درءا لأي اختراقات محتملة للقراصنة الصينيين و الروس، وهي أسلحة أنتجت في “القاعدة 51” بدعم من حضارات ذكية، بدأ في إنتاجها الجيش الأمريكي منذ الاتفاقية التي أبرمها مع حكومة “اتحاد المجرات”، و هو ما أدى لإحداث انقسام داخل الحزب الشيوعي الصيني و وزارة الدفاع الصينية حاليا ، بخصوص ضم الصين لتايوان من عدمه، وهو ما يرى البنتاغون من جهته ضرورة حدوث هذه الحرب، لأن نتائجها تؤهل الولايات المتحدة ومعها الحلفاء الأوروبيين عبر محور لندن و باريس وبرلين وروما زائد اليابان و الهند في الاستمرار في قيادة العالم، و ينهي صعود ونمو الاقتصاد الصيني، عبر صعود ونمو الاقتصاد الهندي و تأهيله لتجاوز الصين كقوة اقتصادية ثانية في العالم ، وهو ما سيترتب عليه صراع بين الهند و الصين و تركيا و البرازيل و إندونيسيا على تصدر القرن الثاني و العشرين في حين سيضمن الغرب تصدر القرنين المقبلين بدون أي منافسة، إذ ذاك ما يدفع البنتاغون لجر الجيش الصيني للمواجهة و الإيقاع به في مستنقع تايوان، بغية استنزافه عسكريا و اقتصاديا، و هو ما يمكن العالم الغربي وحلفائه من حشد بقية العالم ضد الصين و تطويقها عسكريا.

باحث في العلاقات الدولية